الخميس، 24 ديسمبر 2009

السنن التى أغفلتها وأهملتها الأمة - 2


 

الإنحراف يمينا أو شمالا بعد السلام للإمام......

وهذا حدث بكثرة فى بلادنا العزيزة...وإذا انتهى الإمام من الصلاة لا يلتفت أو ينحرف يمينا أو يسارا كما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم..بل يبقى هو على هيئة التشهد ثم يبداء يجهر صوته بالأذكار و الدعوات يكاد يشوش المسبوقين و المتنافلين لأنه لا يعلم ما الذى يجرى وراءه. فالسنة ان تلتفت بعد السلام واتجه وادر بدنك وأقبل وجهك نحو المأموم حتى تعطى لهم الفرص ليسئلونك ما يشغلهم عن دينهم وعن دنياهم. وهذا من هدى النبي (ص) مع أصحابه لحديث قبيصة بن هلب عن أبيه قال : كان النبي (ص) يؤمنا فينصرف (أي بعد السلام) على جانبه جميعا,على يمينه,وعلى شماله.وقال الترمذي :حديث حسن وعليه العمل عند أهل العلم,أنه ينصرف على أى جانبه شاء.وما يفعله الإمام اليوم من الأذكار و الدعوات بصوت مرتفع وبالميكرفون بعد الصلاة مخالف لهدى الرسول (ص) ولا من منهاج سلفنا الصالح ويكاد نشوش المصلين والمتنافلين والمسبوقين وكيف تؤم الناس وأنت لا تعرف سنة الرسول والرسول (ص) لم يمكث فى مصلاه بعد الصلاة إلا قدر " اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذالجلال والإكرام" ثم ينصرف.وما يفعله اليوم بعيد عن هدي النبي(ص) وكما نعلم أن الدين اتباع وليس ابتداع فها نحن قد ابتدعنا فى الدين ما ليس منه ومن أحدث فى أمر الدين ما ليس منه فهو رد كما قال الحبيب المصطفى (ص) فلنقتدي أيها الإخوة بالرسول (ص)لأن فيها خيروصلاح ونجاح إن شاءالله والله الموفق والهادي إلى صراط المستقيم


 

تسوية الصفوف...

من السنة اللتى اهملتها الأمة (فى ماليزيا خاصة) تسوية الصفوف. وفى بعض المساجد لم نجد الإمام فى تسوية الصفوف إلا مجرد أنه قال" سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة ثم يكبر ولم يتفقد حال المأمومين. بهذه الطريقة سيلحق المأموم بالتكبير قبل أن يسووا صفوفهم. وهذا مخالف لهدى الرسول (ص) ولهذا نجد الفرجة حدثت بكثرة وبشكل فظيعة فى مساجدنا ومصلانا ومنظر الصف فى مصلانا يكاد يدمى القلب ويدمع العين من كثرة الفرجة وصفوف غير متساوية وهناك أحاديث كثيرة تدل على مشروعية تسوية الصفوف منها :-

عن أنس أن النبي(ص) كان يقبل علينا بوجهه قبل أن يكبر,فيقول " تراصوا واعتدلوا "

ورويا البخاري ومسلم أن النبي(ص) قال " سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة.

وعن النعمان بن بشير قال "كان رسول الله (ص) يسوينا فى الصفوف كما يقَوم القدح - أى الغرض من ذلك المبالغة فى تسوية الصفوف – حتى إذا ظن أن قد أخذنا ذلك عنه وفقهنا,أقبل ذات بوجهه إذا رجل منتبذ بصدره – أي يتقدم صدره قليلا إلى الأمام – فقال " لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" – رواه الخمسة .

أنظر ايها الإخوة مدى إهتمام النبي(ص) بتسوية الصفوف وقد حذر وأنذرالرسول (ص) فى عدم تسوية الصفوف سخط الله وهناك عقاب منه أى أن الله سيخالف بين قلوب العباد وليس هناك الوحدة والمودة والأخوة والصداقة بكل معانيها الحقيقية بين المسلمين إذا لم يهتموا ولم يبالوا ولم ينتبهوا بأمر الرسول(ص) وإن كان فى نظر هؤلاء أن تسوية الصفوف هينا فى أمرها إلا عند الله من أعظم أمرها لأن الصف المتساوية والمعتدلة والمتراصة دليل على وحدة الأمة ودليل على الأخوة الصادقة النابع من قلوب الصافية المترابطة تربطها العقيدة الصحيحة التى هى من اساس نجاح وصلاح هذه الأمة وكما قال تعالى "إنما المؤمن إخوة " فأين الأخوة والصداقة إذا كانت العداوة والمخالفة والمشاجرة دائما تشب بين المسلمين سببها ملء القلوب بالحقد والحسد والغيظ التى هى سبب انحطاط هذه الأمة وضعفها أمام عدوها. نسأل الله العافية وأرجو من الإخوة الغيور على دينهم وعلى سنة نبيهم أن يقوموا بإصلاح هذا الأمر على قدر استطاعتهم والله الموفق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق