الأربعاء، 8 يوليو 2009

الفرق بين التربية والتعليم

هناك فرق كبير بين التربية والتعليم ؛ فالتربية إعداد الفرد بكل وسيلة من الوسائل المختلفة كي ينتفع بمواهبه وميوله ، ويحيى حياة كاملة في المجتمع الذي يعيش فيه . وتشمل التربية الدينية الوطنية ، والجسمية ، والعقلية والخلقية والاجتماعية ، والوجدانية ، والجمالية .

أما التعليم فهو ناحية من تلك النواحي المختلفة للتربية ؛ فالتربية أعم من التعليم ، بها نحيي المواهب الفطرية لدى الشخص ، ونوجهها توجيها صالحاً حتى تصل إلى النهاية المقدرة من الكمال ، وتتطلب عملا منظماً ونشاطا دائما ، وتقدما مستمرا ، وعناية تامة بتفكير الطفل ، ووجدانه وعاطفته وإرادته ، وجسمه ، وعقله ، ولسانه ، ويده .
ولا يتطلب التعليم أكثر من معلم يقوم بتعليم غيره وتلقينه ما شاء من المعلومات والآراء والأفكار بالطريقة التي يختارها ، ومتعلم يصغي لما يلقى ، وينتبه لما يسمع . ففي التربية بحث واطلاع ، واعتماد على النفس ، وتفكير في الصعوبة والوسائل للتخلص منها . وفي التعليم إصغاء وتلق لما يجود به المدرس. فالطفل في التربية يعمل ، وفي التعليم يصغي ويستمع ، فالتعليم جزء من التربية العقلية ، والغرض منه كسب المعرفة وكسب المهارة ، والدراية بعلم من العلوم ، أو فن من الفنون ، أو حرفة من الحرف .

أما التربية فهي إعداد الفرد للحياة علميا وعمليا ، جسميا وعقليا ، خلقيا واجتماعيا . لهذا الفرق الكبير بين التربية والتعليم نتطلب من المدرسين دائما أن يكونوا مربين لا معلمين ، بحيث يفكرون في تربية النشء تربية كاملة من كل النواحي ، ولا يقتصرون على ما يلقونه من المواد ، وما يعلمونه من الدروس ؛ فإن حاجتنا إلى التربية أكثر من حاجتنا إلى التعليم .
وإذا كان هناك نقد يوجه إلى التعليم فهذا النقد هو أن لدينا كثير من المعلمين ، وقليل من المربين ، وأن لدينا تعليما لا تربية بالمعنى الكامل .

فالمدرس لدينا لا يفكر إلا في مادته ونجاح التلاميذ فيها أما التربية الجسمية والتربية الخلقية ، والتربية الوجدانية والتربية الوطنية ، والتربية الدينية فمهمله الإهمال كله ؛ فلا عجب إذا وجدنا الشكوى عامة من سوء التربية الخلقية وإهمال التربية الجسمية ، وتناسي التربية الوطنية ، ونسيان التربية الوجدانية ، وإغفال التربية الاجتماعية ، ونقص التربية العلمية .
فالإصلاح الذي ننشده ونرجوه هو أن يكون المعلم مربيا ، ومربيا كاملا ، يبغي الكمال والعمل للوصول إليه في كل ناحية من نواحي التربية . ولو استطعنا أن نصل إلى هذا المربي الكامل في كل مرحلة من مراحل التعليم العام لوصلنا إلى الدرجة التي نبتغيها من التربية الصادقة ، والتعليم المثمر ، وأعددنا النشء للحياة الكاملة التي نرجوها ، ولا نفكر في سواها.

تقديم/عبدالرحمن عبدالله بن عتيق

http://www.elateq.com/vb/showthread.php?t=371 .

تقديم/عبدالرحمن عبدالله بن عتيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق