الاثنين، 3 مايو 2010

برامج التلفاز يفسد عقيدة الشباب -2

أبحث عن الأسباب الذي أدي إلى هذه الظاهرة الخطيرة.

ومن أهم الأسباب الذي أدى إلى هذه الظاهرة خلل فى النظام التعليم الحاضر والحديث. خلل من ناحية التربية الدينية والروحية. وضعفه فى تكوين شخصية الشباب المسلم وتقويم أخلاقهم. ومن أحسن المقال فى هذا المجال مقال الشاعر الناقد محمد اقبال فى نقده لنظام التعليم الحديث وقد قام بترجمته الشيخ ابو الحسن علي الندوي, رئيس الرابطة الأدب الإسلامي فى كتابه " روائع إقبال " وإليك ما قاله محمد إقبال:

أن التعليم الحديث قد جنى على هذا الجيل جناية عظيمة, إذ اعتني بتربية عقله وتثقيف لسانه ولم يعتن بشيء من تغذية قلبه, وإشعال عاطفته و تقويم أخلاقه, وتهذيب نفسه. فنشاء جيل غير متوازن القوى, غير متناسب النشأة.

وقال أيضا : إن الشباب المثقف فارغ الأكواب, ظماَن الشفتين,مصقول الوجه,مظلم الروح,مستنير العقل,كليل البصر, ضعيف اليقين,كثير اليأس, لم يشاهد فى هذا العالم شيئا.

وقال أيضا : إن المدرسة قد نزعت منهم العاطفة الدينية,وأصبحوا خبر كان,أجهل الناس بنفوسهم وأبعدهم من شخصياتهم,شغفتهم الحضارة الغربية فيمدون أكفهم إلى الأجانب ليتصدقوا عليهم بخبز شعير ويبيعون أرواحهم فى ذلك.

ويرى محمد إقبال أن المدرسة هي المسؤولة عن هذا المسخ الخلقي, وهي التي نزلت بالشباب المسلم عن مقامه الرفيع إلى المحل الوضيع, يقول في بيت : أشكو إليك يا رب !! من ولاة التعليم الحديث, وإنهم يربُّون فراخ الصقور تربية بُغاث الطيور,وأشبال الأسود تربية الخروف!!!

فهذا الذي حدث أيها الإخوة فى نظام تعليمنا الحديث, تهتم بالأمر وتهمل بالأخر...تهتم وتعتني بالتربية المادية فقط..تتسابق فى تزويد الطلاب بالعلوم الدنيوية..وتكرههم على الحضور إلى الفصول والدروس الإضافي..وتفتخر بالإنجازات والمركز الأول...وتهمل جانب الروحي والديني اللذان جزءان لا يتجزًّء فى تربية الشباب...فالمدرسة اليوم وولاة التعليم الحاضر قد أهملت هذا الجانب..لا أقول كل..بل أكثرهم...فعلى رؤوس مسؤولي التعليم الحديث الإنجازات تلو الإنجازات فقط سواء فى الإمتحانات والأنشطة الأخرى. لأن هذه هي الغاية والهدف الأولى من التعليم الحديث!! فالتربية الدينية والأخلاقية مهمل. لا يهتم بشؤونه إلا من رحم الله..

لأجل ذلك أيها الأخوة لابد أن نكون عادلاً فى شأن التربية..فنحن كمدرس ومسؤول فى تكوين شخصية أبناءنا التلاميذ لابد أن نهتم بهذا الأمر إهتماماً بالغاً ونعتني غاية الإعتناء الجانب الروحي والأخلاقي حتي لا يلم علينا الأمة إذا الأشبال الذي ربَّونا أصبحوا خروفا!!

وهناك أسباب أخر كسيطرة الغرب على الوسائل الإعلام ودورهم في تغرية الشباب بالشهرة وشغفهم لتجرب كل ما هو جديد من أهم السبب أيضا التي تساعد على إقبالهم على مثل هذا البرامج, يأتون أفواجاً وغداةً ومن كل فج عميق يتركون وراءهم أعمالهم وأسرهم أملاً أن يتغيروا حياتهم نسأل الله العافية.

# من الخطبة القيته على الطلبة فى برامج التذكرة باللغة الملايوية وقمت بتعريبها لئلا يستفاد منها الغير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق