السبت، 23 يناير 2010

الدرس المستفاد 2

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...

استفتت زميلتي فى أحدى الصباح عمن مات يوم الجمعة هل عفى من العذاب؟ فقمت بجراءة افتيت فى المسألة من غير مراجعة وبدون تردد فى جوابها ومع كمال الثقة فى إجابتها كأني عالم من العلماء هذا العصر أو أحس كأني الشيخ له مريدين وأتباع لا يحصي ولا يعد أو الفقيه يرجع فى كل مسألة...ما الذي جري لى...فقد غاب عني الهدوء والتريث فى هذا الأمر؟ فكنت مع ثقة تامة وبالإرتجال قلت لها لا يصح هذا الكلام وتقتنع هى برأيي...ثم ترددت فى إجابتي..ولم استطيع أن أجلس ساكنا...ولم يرتاح بالي...اشعر كأني متهم فى القضية عاقبته الإعدام...كأن حبل المشنقة أمام عيني ...فبداءت أبحث عن الجواب فوجدت الإجابة مخالفة تماما عن إجابتي!!!! لقد افتيت بغير علم...ونفيت الفضل العظيم الذي من الله على من مات يوم الجمعة!!! لقد تقوّلتُ على الله وعلى رسوله بغير علم!!! كأن السماء تقع على رأسي وتزلزل الارض من تحتي..وتذكرت قول الصديق رضي الله عنه" أي سماء تظلني وأي ارض تقلني إن قلت فى كتاب الله ما لا أعلم!!! ما قلت شيء ولكن نفيتُ ما فى السُّنّة... ما أعظم إثمها وما أشد عقابها!!!! فضل من مات يوم الجمعة ثابت بالسُّنَّة التي رواه الترمذي فى جامعه "عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) حديث حسن بمجموع شواهده. فسارعت فى تصحيح إجابتي. وأرسلت لها الإجابة الصحيحة. وصدق الله حين قال " خلق الإنسان من عجل" (الأنبياء37) وفى الأية الإخرى " وكان الإنسان عجولا".(الإسراء11 ) لقد استعجلت فى أمر ووقعت فى الخطاء.


ما يستفاد من هذه القصة

لا تستعجل فى أمر الإفتاء!!!

تأكد من صحة الإجابة قبل أن تجيب لأن كلامك حجة عليك لا لك!!!

راجع المسائل بدقة حتى لا تقع فى الأغلوطة والإفتراء والكذب على الله ورسوله!!!!

ابو حميراء

2.44 صباحا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق