الأحد، 11 يوليو 2010

عصر التقدم أو عصر الإنهيار الأخلاقي

ابو حميراء

في طريقي إلى العمل قد استمعت - من خلال الإذاعة - إلى خبر يندى الجبين ويقشعر منه الجلود ويرتجف منه القلوب. خبر يخبر المجتمع أن الإنهيار الأخلاقي قد وصلت إلى ذورة سنمها!! أن أولاد الزنا فى ماليزيا قد بلغ حاليا عددهم أكثرمن عشرة ألاف ولد. ما هي الا الطامة الكبرى بل أدهى وأمر أن أكثرهم من المسلمين. وقالت الإذاعة أن السبب الرئيسي هو الإنترنيت!!! وما أدراك ما الإنترنيت!! وكان رد فعلي أنذاك أن ما قالته الإذاعة حق نظرا لعدم الرقابة الجادة على مستخدمي الإنترنيت. وقالت إحدى المصادر أن 60% من محتويات الإنترنيت كله عن الجنس والإباحية التي لا تناسب للمسلمين صغيرا أو كبيرا على حد السواء!! لأن الثقافة الإباحة والجنس ثقافة الغرب والكفار.ويزعمون أن هذه الثقافة وسام الحضارة والتقدم العلمي والتكنولوجي!!

ويتأثر البعض الذين فى قلوبهم مرض بهذه الثقافة ويدعون أننا نعيش فى عصر التقدم التكنولوجي والعولمة والسماء المفتوحة!! كل شيء على الإصبع!! الأقمار الصناعي, الإنترنيت, المحمول وغيرها من الأجهزة الحديثة تمثل رمزا للحضارة والتقدم المادي..

ويتسابق الناس فى هذا العصر فى إمتلاك هذه الأجهزة الجديدة التي تم تنزيلها فى الأسواق إضافة إلى الأزياء الحديثة التي تكاد تعري كاسيها. ويصرف البعض ثمنا باهظا للإقتناء بهذه الأجهزة مخافة أن يتهمه الناس بالتخلف!!

ويعتبر أن الإقتناء بأحدث الموديلات من المحمول والتليفزيون من المتطلبات هذا العصر. وإذا ما اقتنينا هذه الأدوات سنتخلف عن باق الأدوات التي ستنزل فى الأسواق عاجلا أو اجلا.

أحقا نعيش في عصر التقدم والسماء المفتوحة أم نعيش في عصر الفتن والمهن والإنهيار الإنساني؟عصر فقد الإنسان إنسانيته...وفقد الإنسان عقلانيته...وخلع الإنسان عن مروءته...ويتاجر الناس بكرامتهم؟؟

والرسول لم يبشر أمته بالتقدم التكنولوجي ولكن حذرهم بالفتن والمهن الذي سينزل عليهم فى عصرهم . ألم تقراء ما فى سطور الأخبار والجرائد وتسمع الأنباء عن الفساد والجرائم نتيجة التقدم التكنولوجي؟ كم انتشرت صور عرا وفضائح الجنسية بطلهن شباب وفتيات أكثرهم لم يتجاوز عمرهم 18 سنة تنتقل من أيادي إلي أخري بواسطة المحمول؟ وكم القضية الخطيرة لا تخطر ببال وقعت بطلها الإنترنيت؟

الطلاق والإغتصاب والقتل والزنا المحارم وهجرالرضيع وتزايد عدد الشواذ والمثليين!!! فالإنترنيت له دور كبير فى إحداث هذه الفوضى والفساد التي أدت إلى الإنهيار داخل المجتمع.

فأي تقدم هذا وأي حضارة هذه؟ هل انتشار الزنا من علامة التقدم والحضارة؟ وهل الزيادة في عدد أولاد الزنا أكبر دليل أن المجتمع قد فازت وحازت بلقب المتقدمين وقلدت ميدالية العصريين ولم يشعر بالصغار تجاه الغرب !!!والغرب قد أباح الزنا والإختلاط واللواط والسحاق والأن نتسابق معهم فى الرذائل والفواحش وتفوقنا فى هذا السباق بالرذيلة والجريمة لم تفعلها الغرب!!! الغرب لم يهجر أولاد الزنا بل يحميهم ويربيهم أحسن تربية وماذا فعلنا تجاه هؤلاء؟؟ فقضية الأطفال المهجورة تتزايد عام بعد عام حتي اضطرنا إلى إنشاء المحمية لحماية حياة هؤلاء الاطفال من الذئاب البشري!!

وصدق الحبيب (ص) حين قال " لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه, قلنايا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال فمن؟" فهذا ليس بشارة من الرسول ولكن إنذار منه صلي الله عليه وسلم على هذه الأمة!!

وجهة نظري أن الحكومة غير جادة فى حل هذه الأزمة لأنها صاحبة القرار ولكنها جالسة مكفوف اليدين. فالحكومة قادرة على مصادرة المواقع الأباحية والجنسية إذا تريد. ولكن ما تمنعهم من ذلك إلا مخافة أن يتهم بإنتهاك حقوق الإنسان!!! حقا غريب...منع الناس من الرذيلة أصبحت جريمة فى هذا العصر!! فالعري والزنا واللواط والسحاق أصبحوا حقوق لشخص لا يستطيع الأخر أن يمنعه من ممارسته وإلا سترفع الدعوى ضده أمام القاضي!!!

حسبي الله ونعم الوكيل....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق